لاجئة

زاكورة، المحنة الأخرى.


https://youtu.be/kjtSOmPaOWE

  أنظر نفسي، داخل هذا الفيديو، وأنا أسرد، بالتفصيل غير المملّ، المثقل بجراح الغدر والحكرة والخذلان، من بلد أعطيته عصارة أحلامي وعسل شبابي وطاقة إيماني بقدرتي على التغيير، نظريا، عبر الانخراط في النشاط السياسي من خلال حزب الاتحاد لاشتراكي وبعده الحزب الاشتراكي الموحد، وفي الحقل الحقوقي في إطار الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، نقابيا داخل صفوف النقابة الوطنية للتعليم، إضافة للنضال والحضورفي كل المعارك والمحطات الكبرى لأوراش الإصلاح والتقدم ضمن قضايا وحقوق النساء والطفولة والإصلاحات الدستورية ومسلسل الانتقال الديموقراطي٠
رأيتني، هنا، منهارة كنخلة أنهكتها جرثومة البيوض، متخلى عني كيتيم ليلة العيد، مغدورة ككلب حراسة أدركه الوهن، وحيدة، منبوذة، هشة ومحبطة٠
فأين اختفى كل الذين واللواتي شاركتهم ساحات ومدرجات وصفوف ومسيرات وندوات وهتافات ومقرات النضال؟؟؟
لماذا تنكر لي الكل وأنا لم أمدد يداً لمال عام بل مددتها لإنقاذ حياة تلميذ شاب من الجنوب الشرقي المهمش والمنسي؟؟
لماذا انتقم مني من يسيرون الشأن التعليمي بجهة درعة ـ تافيلالت، علماً، أنني لم أقم سوى بأقل واجب إنساني، من المفروض أنه مسؤولية من ينتخبهم المواطنون لتسيير جماعتهم ومدينتهم وجهتهم ودولتهم؟؟؟
هذا السرد الحزين من بيتي الطيني بدوار تامنوكالت، لازالت رنته المجروحة تتسرب لذاكرة حضوري، كلاجئة بكندا كما تطغى على ذاكرة غيابي عن مغرب أحببته فأخلصت له فأعطيته كلّي ليحرمني من بعضه بل يبخل عنّي، حتى بهامشه الذي لجأت إليه هربا من مركزه حيث أقفلت في وجه كلماتي كل أبواب العاصمة القاتلة وأسوارها المرعبة..

إرسال تعليق

إرسال تعليق