أمسك برأسه نصف الأصلع بين يدي، تارة أدفعه بشدة، وتارة أخرى أكبح جماح صاحبه كلما أحسست بكهربة لذيذة تستبد بجسمي، بينما وجهه غاطس بين فخذي، كما يغطس كلب عطش رأسه في آنية ماء، لحيته الكثيفة، بلوني الملح والإبزار تدغدغ فرجي، شفتاه الرقيقتان تلعق بظري بشراهة، تلحس شفتي فرجي بخبرة بينما لسانه يتجول بين تجاويفه يمتصها وكأنه يمتص محارة من محارات المحيط..
بين وقع اللذة وألم التذكر، استرجعت لحظة عنيفة من لحظات مرت قبل واحد وعشرين سنة لم نر فيها بعضنا أبدا، تساءلت هل هو فعلا نفس الشخص، التلميذ والشاب والعاشق المتدين، الذي عشقني بجنون مبالغ فيه، فقد كنت التلميذة الوحيدة التي ترتدي الحجاب بقسمه والثانية بشعبة الآداب كلها بثانوية ابن رشد بداية الثمانينيات وكنت أقصى أمانيه وأغلى أحلامه..
استحضرت تلك اللحظة الأليمة بتفاصيلها الدقيقة، كيف سبني بعنف وكراهية شديدين، لا لأذى آذيته، أو سوء أصبته به، بل لأني نزعت الحجاب.
لم أستطع نسيانها أبدا بينما نسيها هو تماما، حتى وأنا أحاول تذكيره بها، عند أول لقاء لنا على مقاعد مقهى هادئ بحي حسان بالرباط، قبل لقائنا الثاني، فوق سرير ملتهب برغباتنا وأشواقنا المكبوتة، بعدما ظلت مسجونة طيلة واحد وعشرين سنة من الغياب كل في حياته الخاصة..

إرسال تعليق