لاجئة

أخبار سيئة عن المغرب

 



الفايسبوك، أصبح بمثابة مضخة حزن على بلدي، أحاول مداراتها بالكتابة والسرد والحكي عن أشياء يتداخل فيها الخيال بالواقع، حتى وإن كان واقعي به من القتامة والبؤس الشيء الكثير، فالورود، رغم ذلك قد نبتت بين أحراشه، بذكراها أحيا وأحفظ للمغرب بعد الوفاء وبعض الأمل في التغيير نحو الأفضل..

غير أن صباحات، كهذا الصباح، حيث يصلني خبر مقتل طفل لايتجاوز عمره ثلاث وردات، من دوار " إغلس" مررت به يوما، توقفت وأخذت صورة للذكرى أو ربما لتوقع مايمكن أن يحدث من سوء..

لست متشائمة ولا محبطة ولا حزينة بطبعي، اختيار المنفى الاضطراري، ليس دافعا لذلك ولانتيجة له، بل مايصلني من أخبار عن هامش مغربي اخترت يوما، طلب اللجوء إليه، فعوقبت على اختياري أشد عقاب،  لأني مختلفة، أحب الأرض والإنسان ولاأسعى للاغتناء أو الترقي الاجتماعي باسم السياسة والنضال وارتداء قبعة تحميني وتوصلني لما يطمح له تجار السياسة بالمركز المغربي كما بهامشه.

لجأت للمدونة، أحاول الهروب، من خلالها، من ضغط أخبار الفايسبوك ومآسيه التي تأتيني تباعا، من كل مكان وضعت به قدمي ببلدي الحبيب..

من الريف، يأتيني بكاء الأمهات الصامت، اللواتي تنتظرن خروج أبنائهن من المعتقلات، يأتيني طنين الوعود السياسية الكاذبة، لحكام قرروا وضع شباب الريف بالسجون ولم يفوا بوعودهم بالنهوض بالجهة وتحقيق المطالب التي خرج من أجلها، سكان الريف ذات حراك..


ومن  الأطلس، أقاوم مناظر سكان  الجبال المعزولين كل سنة عن باقي البلد، بسبب تساقطات ثلوج  شتاء أو فيضانات وديان صيفا، صابرون، خائفون ومتضامنون، لايجرؤون على الاحتجاج والصراخ والتمرد، ومع ذلك، وكمل سنة، يأتي إليهم السياح من كل الأرض، يأخذون منهم التفاح واللوز والجوز، يتعلمون منهم دروس الصبر ثم يعودون لبلدانهم، يكتبون قصصا بأسماء مستعارة، ولايجرؤون على انتقاد نظام الحكم بالمغرب حتى لايحرمون من العودة للاستثمارات في بؤس ساكنة الجبال وجمال طبيعتها.


ومن الجنوب الشرقي، تنهال عليّ أخبار اختطاف الثغر وذبحهم ورمي جثتهم للكلاب. أخبار أخرى عن حرقة الشباب الضائع بلا عمل ولا شواهد ولا أحلام، حلمهم الجماعي الوحيد هو الهجرة نحو أوروبا أو أمريكا.

أنباء عن العطش المستفحل أمام تعنت المستثمرين الفلاحيين بدعم من سماسرتهم المحليين..

الجنوب-الشرقي، جرحي الغائر المفتوح داخل الجرح الكبير النازف، أرض ثروات معدنية وطاقية وبشرية وطبيعية لامحدودة وهائلة.

من يستفيد منها؟؟

الجواب عند قنوات الأخبار المغربية التي تقول كل شيء ولاتقول أي شيء ..

إرسال تعليق

إرسال تعليق