أنا لاأنتمي، حاليا، لأي شكل من المعارضة السياسية، ضد النظام المغربي..وأقصد به الملكية.
لاأنتمي لأي هيئة أو فئة موجودة داخل المغرب، أو هنا بكندا، أو الولايات المتحدة الامريكية أو أوروبا..
لاأدعم الجمهوريين الخرافيين، ولاأساند اليساريين المتدثرين في أثواب الإسلاميين.
لاأثق بمعارضة مواقع التواصل المدرة للدخل والمضرة بالمصداقية.
لا أستجدي عطفا أو تضامنا أو سندًا من أحد باسم الانتماء لدائرة ضحايا النظام المغربي..
"نعم، أنا مشتاقة وعنديَ لوعة" كما قال أبو فراس الحمداني في قصيدة " أراك عصيّ الدمع"..
اشتياقي الدائم للبلد الذي رحلت منه ملتاعة، غادرت صحراءه وجبله ومحيطه الذين لم يشفعوا لي عند الذين آذوني وظلموني، الأشخاص منهم، كعائلتي المتطرفة، أو المؤسسات كوزارة التعليم والقضاءوالسلطة المحلية.
إحساسي بالغبن والقهر والحكرة، لأني امرأة اختارت مشاركة آرائها وتحررها الديني والجنسي والفكري والاجتماعي، من خلال كتابتي على هذا الأزرق، لتتحول الكتابة لسوط جلدني به من هم من دمي ولحمي وجيناتي واسمي، بذريعة الدفاع عن شرف العائلة المسلمة المتقية الله، وجلدتني به، وزارة التربية الوطنية باسم الوصاية على تفكير أستاذة فلسفة، فيما تعبر عنه خارج فصول التدريس..
ثم عاودت الوزارة، ساديتها، مرة أخرى، ضد أجرتي بزاكورة، لأني اخترت أن ألعب دور " كاميكاز" أنقذت به شابا مغربيا من الموت، عاودت الوزارة عقابها لي، بقطع أجرتي مدة سنة كاملة، كما عاودت أختي تهديداتها بقدومها لزاكورة، من أجل "إعادة تربيتي" كما فعلت بي، رفقة زوجها، بالرباط، نقلتين من العقاب والمحاسبة من طرف القضاء، لأنهم اشتروه بثمن رخيص..خاصة وأن لهم في العرس خالة، هي أختي المفوضة القضائية..
وأما المعارضة المغربية، اليسارية الإصلاحية، لم تمد لي يدها وأنا أغرق وأصرخ وأمدّ يديّ من أجل طلب النجدة.. قضيت بالاتحاد الاشتراكي أكثر من عشرين سنة، وبالوفاء للديموقراطية مايكفي حتى اندماجنا بالاشتراكي الموحد، حيث ترأسته امرأة تسمى نبيلة منيب، لم تخسر حتى كلمة تضامنية صورية أو تصرح للإعلام برفضها للعنف ضد رفيقة، عضوة بالمجلس الوطني..
جربت كل شيء واكتفيت، الإسلاميون واليساريون والحقوقيون اليمينيون والممخزنون المعارضون السابقون..النسوانيات المختبئين وراء المكاتب الوثيرة وغرف الفنادق المصنفة
وفي النهاية، وجدت نفسي وحيدة أصارع أمواج الشر والعنف والكراهية..
وحين سقطت كل شيء مني، في ماء اليأس من بلدي ووطني وأسرتي الدموية واليسارية والحقوقية والنقابية والنسائية..
طلبت من كندا تأشيرة سياحة، حملت حقيبتي الصغيرة، جمعت أوراق حياتي المبعثرة، قتلتُ أمّي بداخلي وهي لاتزال حيّة تتنفس، قبلت ابنتي وحفيدتي دون إخبارهما بهول ماأكتبه مقدمة عليه..
دخلت مطار ترودو ذات خريف من سنة 2019 ثم وضعت طلب اللجوء قبل تسلم حقيبتي الحمراء الصغيرة..
إرسال تعليق