أختى

العدل والإحسان يسرق أختي بعدما سرق أشباهه أخي قبل ذلك بسنوات.

 في حلمي ليلة البارحة، وأنا المرأة التي لايمكن أن تحلم في منامها كل ليلة، رأيتُ أختي زهور،  كانت تشبه أميرة بل كانت أكثر من أميرة، فالأميرات لاتملكن الجمال والفتنة، دوما، كما تملكن المال والسلطة والجاه.


كانت زهور تبدو في حلمي، خارج العمر، ربما بين الثلاثين والأربعين، بينما هي قد جاوزت الخمسين، واقعيا.

ترتدي فستانا أزرقا باللون الأزرق الذي لادرجة له، فهو تحت الداكن وفوق الفاتح، أزرق كما أحبه وكما اختراعوا لون سيارتي الأولى الفورد فييسطا.

فستان أزرق طويل، منكشف الصدرعلى شكل أقواس تجعل نهداها الحليبيان يطلان بأعلى إشراقهما وكأنهما حمامتان على غصن صفصافة.

يأخذ الفستان شكل جسدها الحوري، هو الجسد الذي احتفظت به ذاكرتي لأختي التي كانت تحرص على رشاقتها قبل أن يداهمها مرض السكري والسمنة كما داهمها التطرف..

جسم  متموج وفاتن الانحناء والتدوير، لامجال فيه لخطأ الطبيعة..

وحين أتذكر ذلك النحات على الأبنوس من أصل مغربي، وهو يعرض بالمركز الثقافي الفرنسي بالرباط، حينما وقف مسحورا أمام جمالها بينما هي مسحورة بإحدى منحوتاته.

عندما سمعها تقول لي  :

- Ça, c’est un chef d’œuvre!!

- C’est vous, Mademoiselle, qui êtes un chef d’œuvre !!

التفتنا معًا نحوه، شكرته وخداها الصافيان يتعكران بحمرة الزهو وبعض الخجل..

وفي الحلم، كانت الأميرة الفاتنة زهور، تضع على رأسها تاجا أبيضا مرصعًا بأحجار من الماس بيضاء  وبراقة لايليق بريقها سوى بخيال أخت تحلم بعودة أختها إلى حياتهما السابقة..

في تلك اللحظة التي كانت زهور تتبختر في فستانها الذي يلف جسدها كحلوى السكر والتاج الذي يرصع شعرها الحريري الأشقر، كنت أطل من شرفة البيت الذي  تتمشى هي في ساحته، ثم أخذت أصرخ بصوتي الذي تحول إلى مكبر:

- وااالجيران، والناس، وااعباد الله هادي راها ماشي زهور اختي، هادي راها مسحورة، اختي سرقوها مني أولئك المتطرفون الظلاميون، سرقها العدل والاحسان من نفسها ومني ..هادي ماشي اختي، هادي أميرة تشبهها فقط ..فين اختي فين مشات؟؟؟؟



إرسال تعليق

إرسال تعليق