شاهدت البارحة، للمرة الثانية، فيلم « يكفي Enough » لمخرجه “ ميكاييل أبتيد وبطولة الحسناء جينيفر لوبيز..
يحكي الفيلم عن شابة تعمل ناذلة بمطعم، تقع فريسة لعبة الحب التي قادها من سيصبح زوجها ووالد ابنتها، مع صديقه رجل الأمن، ليسقطها في شباكه..
اخترت بدور الشهامة والنبل والرجولة، تزوجا بسرعة وأنجبا بنتا جميلة..
بدأت البطلة " سليم" تلاحظ عنف زوجها وتسلطه الواضح لتنتهي باكتشافها لخياناته المتعددة التي لم يخجل من الاعتراف بها والتبجح بها وبحقه البيولوجي في ممارستها كرجل ، وحين ازداد احتجاجها، كان جوابه الضرب والإهانة والعنف والتهديد.
تركت " سليم" عملها لأن زوجها مقتدر وتكفلت بالبيت وخدمة الزوج وطفلتهما لتجد نفسها، أمام وحش مستبد، يعتدي عليها ويشهر مسدسه في وجهها ويتوعدها بالقتل وانتزاع الطفلة منها إن فكرت في الهرب..
هنا يبدأ الفيلم فعلا، شخصية جينيفر لوبيز، تعجبني كثيرًا في هذه النوعية من الأفلام، حيث تلعب دور الزوجة والأم التي تفعل المستحيل لأجل تحررها من قيد رجل عنيف تحبه مفضلة عملها ورعاية طفلها،.كما في " حب في مانهاتن" " حياة غير مكتملة" وفيلمها الأخير « الأمّ La mère » من إخراج Niki Caro..
عودتي لمشاهدة الفيلم، أعادتني لاستحضار الجانب المظلم من علاقتي بزوجي الثاني، زميلي في العمل، المناضل الاتحادي الذي أوقعني في شباك حبه، وأغراني بنبله وقيم الخير والإنسانية التي يدافع عنها وانتماؤه للاتحاد الاشتراكي وذوبانه في منظومته الفكرية..
عشت معه قصة حب عاصفة على أنقاض علاقتي المكسورة بزوجي الأول، والد ابنتي، وعلاقته المهتزة زوجته التي لم يستطع الإنجاب معها..
بعد استحواذه على كياني وتملكه قلبي وجسدي وروحي وحتى أجرتي ومصيري، باسم الحب والنضال والوفاء، اكتشفت فيه الإنسان الحقود والغيور والمستحوذ والعنيف، بل أكثر من ذلك، حاول الاعتداء جنسيا على ابنتي عندما عادت لتعيش بين أحضاني، بعدما اعتنيت بابني أخته التي من نفس سني، عندما قررت الطلاق ومصاحبة شخص يشتغل بالقصر الملكي بالرباط في. مصلحة الهاتف، مقررة الذهاب للولايات المتحدة الامريكية وترك طفليها لدينا، لمدة ست سنوات، لم أسمع منها ومن أخيها ولو كلمة شكر.
عنف، خيانة، ابتزاز، استغلال، كذب، شك، غيرة وبيدوفيليا..
سقط المعلم والمناضل والزوج والمثقف من عيني، وأصبت باكتئاب حاد نتيجة كل ماتعرضت له من عنف وخوف وابتعاد عن عائلتي...
تذكرت كل هذا، لست لأني نسيته، بل لأني ركنته في مرآب الألم الكبير بداخلي حيث تركت مركبات كثيرة من حياتي، أحاول نسيانها تحت غبار الزمن والتقادم ..
وأنا أتابع أحداث الفيلم، تمنيت لو رجع لي الزمن، لفعلت مافعلته "سليم" مع زوجها الوحش..
إرسال تعليق