بزاكورة، في ليالي البرد كما هذا الفصل، تتحول نهاية الأسبوع لمهرجان مفتوح للعشق في حضور " الصحراوي".
ليالي الجمعة والسبت والأحد غالبا، كنا نقضيها بشقته الأسمنتية الصغيرة بدل بيتي الطيني الواسع الشاسع المفتوح للنجوم.
بيته كان للحب الحار شتاء وبيتي للحب أحرّ منه ربيعا وصيفا ً.
لقاؤنا، بدأ في الربيع، حين ازهرار اللوز أبيضا حليبيا على الأغصان المصطفة في جنبات الطريق من قنطرة " تكاثرت" وعلى طول " جنانات" يتعانق فيها الرمان والكرم واللوز والنخيل ورؤوس " إفزورن" الخضراء المتطاولة استعدادا لضربات المناجل..
جاء إليّ الصحراوي، رفقة شلة أصدقاء وزملاء، كنت سيدة المكان والزمان وكانوا أسباب البهجة..
بيتي الطيني البسيط الواسع، بدا لي ولهم قصرًا بهيجا بلا حدود ولاحراس..
حرّ مارس مخذر قاتل مهيج للشهوات الصامتة ومحرض على العشق..
منذ تحلقنا، ذاك الغداء حول طاجين، أعددته بيدي، بلحم كثير مرفوق بالتمر المرشوش بالزنجلان..
ضحك هو، الصحراوي الذي لم يعرف التمر، إلا كما قدمته له أمه أول مرة، حبة توضع بالفم ، يرمى بالعظم لتنتهي الحكاية..
وأما حكايته معي، فقد بدأت عندما غمس " أغروم " في مرق اللحم المخضر بالتمر والمشمش واللوز، لتستمر سيرة غمسه الدائم لوتده بأحشائي وقلبي إلى مالانهاية الحكاية..
حكايتنا لم تبدأ لتنتهي، بل لتستمر في تجاويف الوحدة الرهيبة التي كان تلف كلانا، كنت النازحة من شمال غرب البلد، من عاصمته نحو هامشه المنسي، بينما كان هو وحيدا في حرمانه الجنسي والعاطفي والمالي، رغم كونه ابنا لرحم المنطقة، ناطقا بأمازيغيتها، جلده من سواد واقعها وقلبه من بياض قلوب أهلها، حكايتنا عشق وشغف وتحد صامت وجامح، التقينا في لحظة جوع وعطش للحب والمضاجعة والانفجار في وجه التهميش ورفض المجتمع لأمثالنا من المختلفين الرافضين لسلاسل الخرافة والدجل والرجعية.
لم أخجل او أتردد في مبادرته، لقد تركت الخجل والتردد يوم نزعت الحجاب وكفرت بوجود إله واعتنقت الحرية والتمرد عقيدة وقاعدة، تركت الخجل عندما خلعت زوجي الأول وتطلقت من زوجي الثاني الذي كنت أعتقد أنني بدونه لن أستطيع العيش أو حتى المشي مستقيمة فوق الأرض.
نبذت الخجل والتردد عندما تحملت صغيرة وعزلاء مسؤولية تربية ابنتي الوحيدة متنازلة عن شهادة الدكتوراة لأشتغل بالتعليم حتى لاأمد يدي أكثر لوالدي ولالوالدها الذي ابتزني باسم كل شيء تقاسمناه.
الصحراوي، حضر في شطر من حياتي الأكثر عطشا للذة التي تسكن جراح الألم، ضحوك ولعوب وبسيط كمساء صيفي بالقصبة والدوار، خفيف الوجود لايحتمل التعقيد رغم غرق حياته في بركة من التعقدات المالية والمعيشية والمهنية,
كانت كل الفرص بين يديه ليصير شيئا آخر، سائحات شقراوات مثل زهر اللوز مارات من سبيل حياته، شابات ومتوسطات العمر، غنيات او طموحات، وحيدات أو مستعدات لتصبحن كذلك لأجله، أوروبيات وأمريكيات بل حتى يابانيات وكوريات، كلهن كن طوع بنانه، مفتونات، كما فتنت بجمال جسده الأبنوسي وعضلاته الشكولاتية وطوله الفارع وضحكته المجلجلة رغم أسنانه التي نخرها النيكوتين، مشدودات للطافته ووداعته وعفته, كلهن مررن وعبرن من سريره الساخن اللافح شهوانية، حكى لي منها الكثير، ألهب بها خيالي الجائع للاستيهامات كلما طلبت منه المزيد منها وأنا أجمح فوف صهوته أو أئن تحت سطوته أو جنبه، عينا في العين، أترنح ترنح المحتضر الذي تعتليه سكرة الموت، حديثه عنهن ووصفه لمضاجعته لهن كانت تشعل جسدي حمى ورغبة أكثر في المزيد من الحفروالاستغوارفي أركيولوجيا الشهوة والاستلذاذ.
Voir les statistiques
إرسال تعليق