عندما أكتب عن أختي، ز. ب، فإني أكتب، في الحقيقة، عن أختين في واحدة.
فأما الأولى فهي أخت الدم والروح والتمرد والماضي قبل أن يسرقها مني العدل والإحسان، سنة 2003، وأما الثانية فهي أخت الارتباط الدموي والقرابي، لاأعرفها ولاتمت بصلة لأختي الأولى، هي أخت الكراهية والعنف والنرجسية الدينية والتطرف والعنجهية الإيديولوجية والتوتر النفسي والسلوكي.
زهور الأولى، علمتني أن القراءة بالفرنسية فريضة، وشرائط وردة وعبد الحليم وفيروز سنة مؤكدة، وعطر أناييس وأحمر شفاه كيرلان والميني جيب وقصة الشعر مستحبات.علمتني أن التمرد على قوانين الأسرة عبادة وتجاوز الخطوط الحمراء واجب وجود.
زهور الأولى، كانت أميرة إيطالية لم تتوج على عرش روما، بوجه دائري مشرق كالبدر وشعر أشقر منسدل على الكتفين وغرة لاتضاهيها سوى غرات الخيول الإنجليزية الشهباء المرابطة في الحرائس الملكية.
زهور الأولى، كانت تجعل أغنى شاب في الرباط، ينحني لتقبيل يديها ورجليها ويفتح باب سيارته الفخمة لعلها تقبل بوضع ردفيها الجميلين فوق مقعدها.
زهور الأولى، أدخلتني عوالم الحفلات السوربريز-بارتي، أجلستني بالمقاهي الراقية بوسط المدينة وحي أكدال، وهي تثير حنق أغنى فتيات المدينة بجمالها القاهر وجرأتها وذكائها وحس السخرية والتعالي لديها..
زهور الأولى، لم تكن تفكر في الزواج والإنجاب، بل حلمت بركوب يخت رفقة حبيب وسيم وغني يجوب بها العالم أسيرا لكل غنجها ودلالها وسطوتها..
وزهور الأولى، حلمت بإتمام الدكتوراة في الأدب الفرنسي وزيارة فرنسا بلد فولتير ومدام بوفاري وفكتور هوجو ومانون لاصو وصوفي مارسو وجان جاك كولدمان وايزابيل أدجاني..
لكل هذا، فزهور الثانية، التي لبست القناع ورحلت عن زهور الأولى، ملتحقة بحظيرة قطيع عبد السلام ياسين مرتدية حجابا وكاذبة عن تاريخها الذي هو تاريخي، ليست أختي ولاأعرفها أو أعترف بها.
إرسال تعليق