![]() |
دبو شاطيء الرباط- 1984 |
لماذا نجحت جماعة العدل والإحسان بكلية الآداب بالرباط فيما فشل فيهالمركز الثقافي الفرنسي بزنقة عنابة بنفس المدينة ؟
لماذا تسربت خرافاتهم لعقل أختي ولم تؤثر فيها مئات الروايات من كل الأدب الفرنسي التي قرأتها منذ كانت تلميذة بالإعدادي ؟
لماذا عصفت بها كتب الشيخ عبد السلام ياسين القليلة والمضحكة مثل "
الطوفان" و "رسالة لمن يهمه الأمر"ولم تحمها كل كتب هوجو وديدرو وفولتير وروسو وزولا ومونطاني وساتر وفلوبير والفونس ضوضي ويورسنار ودولتو وساكان ودوبوفوار واندري شديد وغيرهم وغيرهن كثر جدا جدا ممن كانت تلتهم كتبهم بالمركز الثقافي الفرنسي بالرباط ثم تحمل معها ثلاثة منهم كل أسبوعين؟
لماذا اتخذت من نموذج نادية ياسين مثالا لها وتخلت عن نموذج حياتها كشابة محبة للجمال والرشاقة والأناقة والشعر المتطايرة خصلاته الشقراء مع رياح الخريف ونسائم الربيع ولفحات الصيف؟
لماذا رجعت بأحلامها لماقبل اربعة قرنا من تاريخ ديانة لم تحرر المرأة بقدر ماكرست هوانها واغتصابها فكريا ووجوديا وجسديا من طرف الرجل بعدما كانت ترفض حتى فكرة الزواج أو الارتباط برجل مغربي لأنه رمز التخلف والرجعية وعدم احترام المرأة، مستحضرة دوما ماتراه في وسطنا العائلي ومحيطنا السكني؟
لماذا نجح الإسلاميون المتطرفون في جعلها تصدق كذبة إنها ليست مسلمة، وأن جسدها الجميل الممشوق المعطر والنظيف، هو سبب كل شرور العالم وسبب الأزمات الاقتصادية والحرب العالمية الأولى والثانية وربما الثالثة؟
كيف أقنعوها أن صوت كشك الزاعق وتلاوة الشيخ عبد الباسط أو الحصري الحزينة، أفضل من صوت عبد الحليم ووردة وفيروز وجين ماس وفانيسا بارادي ومايكل جاكسون وستيفي ووندر؟
بل كيف لعبوا بعقلها المتفتح وتملكوا مفاتيح الحب والتعايش والسلام به وحولوها لوحش كاره، حاقد، لاعن ومرعب، يرى في إخوته إما حلفاء أو أعداء، تراجع علاقتها بهم على مقياس قبولهم لحقيقتها الوحيدة وحقيقة جماعتها وشيخها، بل كيف لم يهذب التدين وقراءة القرآن وتفسير الأحاديث والجلسات والدروس وليالي القيام الطويلة في بيت الشيخ بسلا، من حدة العنف المرضية التي كبرت معها وهي طفلة صغيرة، كيف حولها التدين وخزعبلات جماعة العدل والإحسان إلى امرأة إرهابية الطبع، سريعة الغضب، مشرعة للعنف الجسدي ضد المخالفين والمخالفات حتى لو كانوا من دمها ولحمها؟؟؟؟
إرسال تعليق