الصحراوي

الصحراوي والموت : الجزء 8



كنت أستمع  لحكيه وأستمتع بالصور التي يعرضها أمام عيني وغيرتي وحنقي عليه. كنت أغار من ماضيه الحافل بمغامراته مع الشقراوات الأوروبيات والسمراوات اللاتينيات والحسناوات الكوريات واليابانيات..

يعرض صوره مع بريجيت في كل مكان وزمان : على ضفاف الأودية وهما بلباس السباحة، تغازل سمرته الداكنة الفاتنة بياضها الشفاف. على الشرفة المزهرة نيلوفر وبوكانفيليي  تحت ظلال الحور أسود والأتل، بين الأصص المثقلة زهورا بمليون لون ولون، كؤوس الشامبانيا والنبيذ الألزاسي الأيض المعسول، قطع جنن من كل صنف، وقبل وعناق لاينتهي في كل الصور..

كيف لا أغار من بريجيت؟

كيف أراه منشرحا، متحررا من ثقل ثقافة الصحراء والعشيرة والازدواجية القاتلة؟ لم يكن من حظي معه كل هذه المرونة في استعراض حبنا وشهوتنا وهيجان حواسنا أمام الآخرين. حتى صوري معه، كان يرفض أن أنشرها أو أتقاسمها مع الآخرين، تحت ذريعة المجتمع الصحراوي الأمازيغي المحافظ.

حين كان يغرس وتده بأحشائي، كنت أستعطفه بأن يحكي لي عن مضاجعته لبريجيت، لم يكن سخيًا في الوصف والكلام كما أفعل حين ممارسة الحب، نجحت في جعله يعشق فعل ذلك، بين أمازيغية وعربية وفرنسية، يستغرق في عمق ذكرياته بين أحضان بريجيت، يسرد عليّ بأنفاس متلاحقة وعرق يتصبب داخل عيني، كيف تركبه ويركبها، كيف تمنحه مؤخرتها دون ادعاء أبن أو وجع أو خجل مصطنع، كيف تلعقه كشوكولاطة ذائبة وكيف يلحسها كقشدة حلوى " الإكلير "..

في لحظة، تعود به الذاكرة إلى مضاجعة ليلية لهما على ضفة النهر المجاور للبيت، يرتخي وتده، يجف حلقه وعرقه، تتصلب عضلاته، يخرج من رحمي كمن لسعته عقرب.

- مابك، تاسانو ؟ ماذا حدث؟ لماذا توقفت؟

- آاااه، ياتيحلي، هذا النهر اللعين، عندما ذهبنا إليه، أنا وبريجيت، نتفاحش ونشرب ونمارس الحب،  وصلني هاتف من تمازيرت، كانت الساعة تشير لمنتصف الليل بميلوز والخامسة صباحا بالبلد، جاءني صوت أخي الأكبر مكسورا :

لقد مات أخونا الأصغر بعدما غرق في النهر !!!

إرسال تعليق

إرسال تعليق