رسالة لكل مثلي و علماني ولاديني وملحد مغربي مدعٍ ومتناقض :
أنتَ تعلمُ جيدا، بأنك أول ضحايا الدستور والقانون الجنائي المغربي بفصولهما المجحفة في حق الحريات الفردية ومنها حرية المعتقد والعلاقات الجنسية الرضائية وعدم صيام رمضان واستهلاك المشروبات الكحولية وغير ذلك…
فالفصل 267 من القانون الجنائي المغربي يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين كل من" أساء إلى الدين الإسلامي أو النظام الملكي أو حرض على الوحدة الترابية". وقد ترفع العقوبة إلى خمس سنوات إذا ارتكبت "الإساءة" بوسيلة علنية "بما فيها الوسائل الإلكترونية".
ولنا في آخر فضيحة اعتقال "فتاة سورة الويسكي" قبل شهور بمراكش، خير مثال.
كما ينص الفصل 490 من القانون الجنائي المغربي على أن "كل علاقة جنسية بين رجل وامرأة لا تربط بينهما علاقة الزوجية تكون جريمة فساد، ويعاقب عليها بالحبس من شهر واحد إلى سنة إضافة لغرامة مالية".
بينما ينص الفصل 489 من القانون الجنائي على أن “يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات وغرامة من مائتين إلى ألف درهم من ارتكب فعلا من أفعال الشذوذ الجنسي مع شخص من جنسه، ما لم يكن فعله جريمة اشد”.
بينما ينص الفصل 222 من القانون الجنائي المغربي، على أن "كل من عُرف باعتناقه الدين الإسلامي وتجاهر بالإفطار في نهار رمضان بمكان عمومي، دون عذر شرعي، يعاقب بالحبس من شهر إلى ستة أشهر، وغرامة مالية من 12 إلى 120 درهما".
هذه الفصول والمواد والمقتضيات والمساطر من القانون الجنائي المغربي، أخي، أختي أشباه العلمانيات والعلمانيين وأشباه اللادينيات واللادينيين بالمغرب، لن تزول ولن تتغير ولن تعدل..
والسبب ؟؟؟
هو أنها كل ماتبقى لنظام دكتاتوري قمعي مستغل ليحاكم بها الصحافيين والصحافيات الأحرار والمهنيين الذين يملكون سلطة الكلمة ولايخضعون لسلطة الرقابة والمال، خصوصا بعد اختفاء فصل " كل مامن شأنه" والفصل 19 من الدستور المغربي لتكميم أفواه المعارضين بحجة المس بالأمن العام وقداسة الملك والوحدة الترابية وتعويضها بكل الفصول أعلاه أو الإبقاء عليها. .
ولعل أكبر تجليات التناقض السوريالي المضحك المبكي في منظومة هاته القوانين المتضاربة، هو الفصل 28 الذي يجرم بيع الخمور وشربها ومنحها بالمجان للمغاربة المسلمين بموجب قرار ملكي عام صادر سنة 1967 وينص على معاقبة المخالفين بغرامات مالية أو بالسجن لمدة تصل إلى 6 أشهر.
فهل تظنون أن نظام الحكم بالمغرب، عندما تدافعون ببلاهة وشراسة عن استمراره في فساده السياسي وإجهازه على الحريات العامة سوف يرأف بكم ويلغي هذه الفصول المجرّمة للحريات الفردية؟؟؟
إنكم واهمات وواهمون ولن تنفعكم في قضاياكم سوى الدفاع عن الحق في حرية التعبير لأنها المدخل والمخرج الوحيد لما أنتم عليه..
إرسال تعليق