أمي

ليلة السبت في حضرة والدي عاشق الفن والزهو

 



كان والدي يعود من العمل باكرا، عشية السبت، لقد حدث ذلك بعد سنوات، كان لا يعود فيها للمنزل سوى في ساعة متأخرة جدا من ليلة الأحد. أخذ الأمر يتغير تدريجيا، ولا أعلم إن كان للأمر علاقة، بتهمة "السحور" و "الشرويطة" التي طالما وجهتها جدتي لأمي، إذ كلما تخلى والدي عن عاداته السابقة، في رفقة شلة أنسه، التي كان ديدنها كل نهاية أسبوع، ملاحقة "قصاير" الشيخات، وارتياد الحانات والسفر بالسيارة نحو طنجة، للاستمتاع بالجمال في الشمال...

أمي، كانت سيدة فاتنة الجمال، بحظ سيء في الزوج والحماة، فجدتي، كانت تمارس الحراسة وتأمين حياة المجون لوالدي، من منطلق أن الرجل، من حقه المتعة واللهو والزهو، مادام يصرف على بيته، ويقوم بواجبه الوطني، في مضاجعة كنتها، خلال أيام الأسبوع، ونفخ بطنها كل سنة، لتلد دزينة من الأطفال، ينادونها "جدة" ولايدخلون غرفتها المقدسة أبدا..

عندما تغيرت عادات والدي، بدون سبب واضح لي، استمتعنا كثيرا كأسرة، بعودته كل سبت محملا بما لذ وطاب، من دجاج ولحم وخضر وفواكه، ألذ بكثير مما نلتهمه خلال الأسبوع، خاصة  بعد تحضير أمي لها، بكثير من العناية ونشوة بالغة وفاضحة لفرحها بليلة سبت ساخنة بعد نهاية السهرة واحتساء أبي لبعض كؤوس الويسكي، من القنينة المخبأة بحرص شديد في دولاب الملابس غرفة نومهما. إضافة للحم والخضر والفواكه، كان أبي يحمل معه، قراطيس مقرطسة، من الفواكه الجافة المملحة، حتى الفول المجفف والمقلي، كان يباع حينذاك، عند جيرانه الصحراويين، بحي المحيط، أخصائيي تحضير وقلي الفواكه  والبذور الجافة بالعاصمة. تمر السهرة، ونحن متحلقون، حول أبي، وجدتي تعتلي لحافها أمام التلفاز الذي كان يبث السهرة الأسبوعية، وبالضرورة، وصلات للشيخات، من كل الأقاليم، كانت درجة الانتشاء، لدى والدي، ترتفع لأعلى مداها، والشيخة، تؤدي قطعة، بها إيحاءات جنسية، قوية ولماحة، غالبا ما تكون والدتي بالمطبخ، تأتي بسرعة، والمريلة حول خصرها، تبتسم، فيشرق وجهها الأبيض المستدير المنير كقمر مكتمل، تبرق عينا والدي، فيدندن، مع الشيخات، بصوت رخو ورنان، بينما جدتي، تعقد الحاجبين، تنظر شزرا نحو أمي، ثم تصرخ :" واش ماغاديش نحنجرو هاد الليلة يا ربيعة؟؟" 

خلال كل هذا الزمن، ربما التهمت، أكثر من كل إخوتي، وبسرعة خارقة، كل محتويات القراطيس اللذيذة والمملحة، أحاول ماأمكنني إغراق اضطراباتي الشهوانية بداخلي، وأسكت أصوات الهيجان المبكر، الذي لا أفهم معناه. كل ما أفهمه الآن، أنني لازلت أدمن إدمانا لذيذا، على التهام الفواكه الجافة غير المملحة، فقد ذاب ملح تلك الأيام في مياه السراب....

إرسال تعليق

12 تعليقات

  1. ضروري زعما نشوفو بزازلك؟ بعيدا علا اسلوبك فالكتابة لي خاري را تل بزازلك بيريمي ا استاذة

    ردحذف
    الردود
    1. على هكذا تكتب الحمار كتعقب على الكتابة وانت كسول

      حذف
  2. شكرا ايزا على مشاركة قطعة من حياتك معنا لعلها تبقى شاهدة ومؤرخة لشعب سجين نفسه

    ردحذف
  3. انا بالنسبة ليا هاد السيدة كتجيني بحال شي خرية، قد ما كانت ريحتها معفونة قد ماغادي يتجمع عليها الذبان كثر
    وهادشي لي كادير دابا، ديما كتحاول تهضر على مواضيع الجنس والالحاد باش تلفت الانتباه
    بينما هي اكبر انسانة كتعيش التعاسة وكتحاول تبين العكس
    سيري الله يعطيك غبارة ونتي دايرة بحال الكلبة النافسة
    الزين يحشم على زينو والخرية يهديها الله

    ردحذف
  4. نص قيم لغة و اسلوبا.
    واصلي صديقتي

    ردحذف
  5. Ya3tik saha 👏

    ردحذف
  6. تحية اجلال وتقدير لك سيدتى

    ردحذف
  7. بعيد عن كتابتك ،تبدين ميمة زوينة ديال داكشي لي على بالك وبالي وبالهم

    ردحذف
  8. هناك حقيقة واحدة...وهي أنك عقلك في فرجك والسلاااام

    ردحذف
  9. ابدعتي كعادتك سرد محكم سافرنا خلاله وسط الأحداث

    ردحذف
  10. إستمتعت بالقراءة شكرا عزيزتي

    ردحذف