لم يستطع الصحراوي، إسقاط مليكة في عسل شباكه، حاول لفّها كعنكبوت محترف حولها، فلم يفلح.
تساءل بداخله:
- لمَ تصمد، في وجه رغبتي المشتعلة، هذه الأنثى القادمة من أحراش تغدوين التي لايسمع عنها المغاربة شيئا، لايعرفون موقعها حتى، على خريطة بلدهم، مهما ادعوا وتباهوا ب "تامغربيت".. كيف لها أن تكون منتبهة لمصائد اشتهائي لها وهي الخجولة المنكفئة على صدرها البارز تحت الجلباب تحاول إخفاءه عني وعن عيون المتربصين من الطلبة والمؤطرين وكل الذكور بالشوارع الغاصة لمدينة مراكش..
كانت مليكة من الطالبات الفقيرات القاطنات بدار الطالبة بحي ّ الداوديات، بينما يكتري هو وأربعة من أبناء زاكورة ولمحاميد شقة سفلية بنفس الحي، لايبعد بيته عن دار الطالبة سود بعشرين دقيقة.
اكتشف الأمر بالصدفة، أو لربما ترصدها .
تصبح المرأة أشهى وهي تتمنع ، هكذا ترسخت في ذهنه قناعته عن المرأة المغربية، بينما الأجنبية، تبادر وتطلب وتشتهي وتعبر وتتلذذ بإفصاحها الواضح عن موضوع شهوتها. خاطبته شقراوات كثيرات بهذه الجملة الفتاكة التي تجعل قضيبه ينتصب وقلبه يضرب بقوة وعرقه يتصبب:
-حبيبي، لديّ رغبة قوية في ممارسة الحبّ معك.
الصحراوي، ككل رجل نشأ في ثقافة التناقض، متأكد أن مليكة تريده لكنها تخفي ذلك، ولأنها ليست نيكول ولا كاترين ولا إيما ولا إيزابيل، فهو لن يسمع منها كلمة قبول، بل الأدهى من ذلك، هي تغلف جسمها الحليبي بالحجاب، لترسل رسالة له ولكل الذكور مفادها : إن كنت تريد نزع ملابسي وتعرية جسدي والتمكن من جمالي وأنوثتي والغطس بين فخذي والإغراق في بحور عسلي، عليك أن تتعب وتشقى.
يدرك الصحراوي، أنه لايملك سوى قضيبه وفحولته وسمرته أمام السائحة الأجنبية، ليس له غيرها ثروة، بينما هو الآن، أستاذ طالب يحمل همّ أسرة تأكل ولاتشبع تمرض ولاتصح، ينتظره زواج أخته الوسطى ومبلغ " حريك" أخيه الأصغر منه ودواء السكري لأبيه ونظارات والدته التي أصبحت شبه عمياء،بناء البيت، شراء بعض رؤوس ماعز لجدته، أدوات المدرسة لإخوانه وأخواته الصغار الذين أنجبهم والده ووالدته فوق الحصير وفي ليالي الصيف الحارة المملة والطويلة ، غير عابئين بمصيرهم ومصير البشرية جمعاء…
مصاريف ومصاريف لاتنتهي، قلبه مقفل في وجه الحب كما يقفل باب الأمل في وجه يائس، لاشيء يساعده على كسر جدران الاستحالة، لايمكنه مطالبة فتاة فقيرة، طالبة، بسيطة رغم جمالها الأمازيغي الأخاذ، أن تجاريه في رغبته المتزايدة..
حين التقاها صدفة في سوق باب الخميس، ذاك الأحد الخريفي وهو يبحث في كومة " بالات" الثياب المستعملة، بدت له كتفاحة الجنة المتاحة والممنوعة، لم يكن يؤمن بأساطير الدين، إلا أن مليكة كانت هي تفاحته الدانية القاصية، الحلوة والمسمومة، المشتهاة والمحرمة..
توقف عن الفرز والبحث عن سترة دافئة وسط كومة ملابس الشتاء المنتشرة فوق الأرض، عدل وقفته مفردا قامته الطويلة البهية، نظر نحوها، ابتسم ابتسامة تشبه خيط شمس وسط الضباب :
- أزول تاسانو..مان..
لم يكمل جملته، ألجمه الغضب المتطاير من عينيها الحجلتين، ردت عليه ردّا، جمّد الدم في عروقه وأحال فورته لبخار:
- ألدّو إبردان نّك..
قصة حب و جنس بين فتاة وشاب نشأة بين ثانوية واعدادية و ترعرعت في احضان واحة درعة و الماء يجري امامهما واستمتاع بجمالية المنظر هناك.. وكم يحلو الحب و الاستمتاع بالجنس..
ردحذفرائعة ومتميزة كعادتك سرد شيق للاحداث، دمتي بخير وتألق ودام فيض محبرتك وبوح قلمك 👍❤️
ردحذف