لاجئة

حياتي كلاجئة لاتخلو من قصص حب فاشلة أحكيها بعد إغلاق ثابوت دفنها إلى الأبد..

 تعرفتُ السنة الماضية، على "جوسيبي" عبر الفايسبوك ..

بدا لي رجلًا طيبا، أنيقًا، خصوصا أنه أصله إيطالي من أعماق صقيلية الثائرة، أعجبت أكثر بحرفته : طباخ !!

هي مهنة تفتنني عند الرجال، الرجل الطباخ غالبا رومانسي، محب للعائلة، حنون ومهتم بتفاصيل الأشياء الصغيرة في الحياة.

دعاني لقضاء نهاية أسبوع ببيته الواسع العريض وبلدته  الصغيرة الهادئة وسط حقول الذرة والصويا وزهور البطاطس البنفسجية ومزارع الفواكه الحمراء التي لم أحد لأسمائها بعد مقابلا  بالعربية.

قلت لنفسي : ولمَ لا؟ أليست " المعروضة من الخير"؟ كما كانت تقول أمّي..

وكأي جنتلمان إيطالي نشأ بكندا، حضر بسيارته المرسديس، أحد أسباب زهوه، أخذني من أمام بيتي، حين صعدت السيارة، قبلني على وجنتي قائلا بإعجاب مبالغ فيه على عادة " الطاليان"

- آاااا ماميّا كي بيلاّ !!!

هو يعرف من خلال محادثاتنا الهاتفية، أنني زرت إيطاليا من قبل وعشقتها كما عشقت سحر وجمال الإيطاليين، لذا استعمل العبارة الشهيرة لمغازلتي عند أول مقابلة .

أكد لي أنه يكره هذه المدينة الوحش، تخنقه سياراتها وضجيجها وطرقها المزدحمة ودخانها الخانق والتواءات شوارعها وحلم الكثير من سكانها بالنصب على الأغنياء مثله، وقد حدث له ذلك عدة مرات..

تبادلنا الكلام في أشياء كثيرة، ثرثار كبير أكثر مني، وقع في فخّ إيقاعي بالرجال في الثرثرة والحكي، أخبرني أنه زار المغرب قبل سنوات قليلة، أنه ذهب البيضاء واكادير للعمل والسياحة لمدة شهر، وأنه تعرف على مغربية جميلة نصبت عليه وحاولت ابتزازه، رغم كونها تحمل جنسية كندية وليست عاملة جنس..

ابتلعت ريقي وأنا أسمعه يتكلم عن مغربية بسوء، في حضوري وعند أول لقاء ونحن بسيارته في طريقنا نحو بيته وبلدته..

سألته مستغربة : 

-لمَ تريد مصاحبتي وأنت تسرد لي ماوقع لك مع مغربية ابتزتك ؟ هل رسالة توجهها لي قبل البداية؟؟؟

- لا لا، حبيبتي، انت لست مثلها وأنا فقط تذكرت الأمر بسبب كونك مغربية!

- أولا لستُ حبيبتك بعد، أعرف أنك إيطالي وطباخ ومن السهل عليك مناداتي بذلك !

- أوووووه سكوزا مي، باردونا مي.. لم أقصد استفزازك ! أسحب كلامي، ولنعد للتعارف، هل تحبين النبيذ؟ هل تتناولين لحم الخنزير؟  هل تأكلين الحلال؟ هل …

قاطعته قبل أن يكمل أسئلته الكليشيهية :

-اسمع، يا جوسيبي : يبدو أنك، ككثير من الغربيين، رغم زيارتكم للمغرب، لاتعرفون أن نساءه لاتتشابهن وأن الأغلبية لاتعني وجود أقلية مختلفة!!

-وهل أنتِ مختلفة؟؟ وكيف ذلك؟؟

يتبع 



إرسال تعليق

2 تعليقات