زاكورة التي في القلب، ليست هي التي علقت في شبكات الأخبار، فكل، شيء يمكن حدوثه ببلدنا السعيد، كأن تلد البغلة أتانا، أو تنجب المرأة راقدا، وقد يموت وزير ونائب برلماني في نفس القنطرة ويغرقان بنفس السيناريو، وتقام الجنائز وينعى المفقود، ولاينصب ميزان العدالة كفتيه، ثم يحدث أن تحرق سيدة جسدها احتجاجا على تعسف السلطة بمنعها من استرزاق قوتها، ولايقف أحد ليقول للظالم : قم ياظالما للمحاكمة، تغلى الأسعار برمضان، يصير للسمك أجنحة بدل الزعانف ويطير محلقا بعيدا عن قفة المسكين، يغزو الإشهار بيوتنا التي اشتريناها بالتقسيط غير المريح، ولايأخذ أحد إذنا منا، فيما نستهلكه من برامج رمضانية على شاشات تلفزة ننظر إليها ونحن مجتمعون حول مائدة الإفطار، وكأنها مرادف لحرقة المعدة التي تنتج عن التخمة التي نصاب بها بعد حشو بطوننا بكل أنواع المأكولات، في أقل مدة ممكنة وكأننا في حرب انتقام واسترجاع السعرات المحروقة..
وقد يحدث أيضا، أن تصلني مكالمة بليدة من صديقة صحراوية تعرفت عليها حديثا، تستعطفني كي "أنقل" بتشديد القاف، أختها، في مادة الفلسفة وهي تجتاز امتحانات الباكالوريا التي قاطعت الحراسة بها، احتجاجا على استشراء ظاهرة الغش المدعومة بالحس الوطني التضامني، وبروح دعوات الأمهات الطيبات، لمتاجري التسريبات، كل شيء، ممكن الحدوث، نتجرع مرارته بشربة ماء، تلك الشربة التي جرت على حمالين بسوق زاكورة الجميلة، حكما بشهر نافذ وغرامة خمسمائة درهم، ربما لايتحصلان عليها ولو حملا جبل صاغرو بكامله على ظهيرهما، ورغم ذلك، ولأنني جد أنانية وديكتاتورية الحب والعشق لجنوبنا، وخاصة جهة تافيلالت درعة، تحديدا إقليم زاكورة الذي قررت الانتقال إليه للاستقرار والعمل وحاجات اخرى في نفسي، سوف أعتبر وشاية زاكوري بأخر، لدى الأمن للتبليغ عن الإفطار العلني، مجرد ضربة شمس رمضانية، فقط، لاغير.
إرسال تعليق