أمي

أشكر الزلزال الذي وصلني بأمي، بعد الوباء

الزلزال المغربي زلزل إرادتي، دفعني، لمعاودة الاتصال بأمي، يوم تاسع شتنبر، بعد أكثر من سنتين صمتا وغضبا واحتجاجا.
- آلوووو مّي..آلوووو كتسمعيني 

في الطرف من الخط، يأتيني صوتها وأصواتا ً أخرى حولها، سمعتها تقول لأختي " العدلاوية المجرمة : زهور بوشكيوة" :
-واش نجاوب؟؟
همهمت الأخرى بكلمات لم أفهمها، ربما أبعدت فمها عن سماعة الهاتف..ثم سمعت صوت أخي  نورالدين، والذي يصغرني بسنتين  بجانبها..
أخيرا، بعد بضع دقائق ردت عليّ :
- سلام ..
لم تنطق اسمي ولم تناديني " ابنتي "..

- كيف حالك يا ميمتي مع خلعة الزلزال رغم  كونه لم يضرب قويا بتمارة ؟
- الحمد لله على لطف الله..
-وكيف الجميع ممن يقطنون بيتك الكبير والعامر؟
- الجميع بخير ولله الحمد
ثم استرسلت في الحكي : تصوري أني اعتقدت، والسرير يتحرك بي، أن ابن أخيك آدم يصنع بي مقلبًا ويهز بي السرير، صرخت به أن يتركني أنام لأكتشف بأنه الزلزال وليس آدم تحت السرير ..
- وماذا فعلتِ حينها ياأمّي؟
- نسيت ألم مفاصلي وساقيّ اللتان لم تعد تحملاني، فالصحة قد ذهبت، قفزت، جريتُ جرية واحدة، نزلت درج البيت كاملًا لأجدني بالشارع..

- المهم حمدًا لسلامتك وسلامة الجميع 
- هل تريدين التحدث لأخيك؟
- أكيد، شكرًا 
تحدثنا بعض الوقت، حكى لي أخي بصوته الهاديء عن كون الهزة ليست قوية بتمارة وأنه يفكر في زوجته وابنه سعد اللذان بمراكش رغم كونهما بخير وباقي العائلة هناك..

خجلت كثيرا من نفسي، وأنا أقفل الخط بعد توديعهما، لأني شكرت زلزال 2023 كما شكرت وباء  2020،  فهو الشر الذي حمل لي خير الوصال وسماع صوت أمي ومناداتها كما ناديتها منذ سقط رأسي من رحمها " مّي"


إرسال تعليق

إرسال تعليق