الصحراوي

بلا عنوان

 الرجل الأسود 

أصبحت متهمة رسميا من طرف الشعب، بعشق الرجل الأسود، تقام لي المحاكمات وتنصب المشانق ويتفنن قضاة العرق
 ومستشارو اللون وحراس الرغبة في تعداد لائحة العقوبات التي يجب إنزالها بقلبي العاشق وبجسدي المستجيب لنداء الجمال الأسود وفكري المنتصر لمعايير الذوق المختلف في اختيار لون الرجل الذي تخضع قوته ضعفي وتستثير ابتسامته البيضاء اللامعة شهوانيتي وتحملني نظرات عيونه نحو جذوري المجهولة في أعماق غابات لم أدخلها وأدغال أحلم بالمشي بين أشجارها المتكاثفة وحيواناتها الملتفة والزاحفة..

الرجل الأسود هو أصل الجمال، هذا ماتعنيه لي الحياة الآن، وبذلك أعتبر أن الإنسان الأسود، ذكراً أو أنثى، هو الأصل وباقي الألوان هي مجرد انحدار منه ربما لأنه اختلط بمياه الأمطار أو الأنهار أو البحار أو الشلالات أو حتى الدموع، فبدأ اللون يبهت ثم يبهت حتى صار أبيض شفافا وصارت العيون السود زرقاء والشعر الفاحم أشقر والجلد الأبنوسي عاجيا..

 
حين أقول الرجل، هذا يعني الإنسان، ويعني أيضا الذكر، لقد تنبهت أنني تدرجت في الحب أو الارتباط من زوج أول شديد السمرة منحني طفلة خلاسية فاتنة الجمال إلى زوج شبه أسود لم يمنحني طفلا لكنه أخذ مني عشر سنوات كاملة بدون ضمانات ضد الألم..
وأخيرا وقعت في حب رجل أسود حقيقي، رجل من الجنوب الشرقي حيث لازال الرجال هناك يخجلون من إظهار الحب في العلن ويقبلون أيادي أمهاتهم دون تقبيل زوجاتهم عند الصباح.. رجلي الأسود كان مغربيا صحراويا شاهقا كقمة صاغرو، بهيجا كليلة عرس صيفية، رائقا وكأنه صباح بين أحضان نخيل الواحة ومتناسق الجسد كأنه راقص سامبا..

رجلي الأسود .. هو الكنز الذي أضعته هناك ثم ابتليت بالبحث عنه هنا، في وجوه كل الرجال السود دون أن أجده..
إرسال تعليق

3 تعليقات

  1. دمت متألقة عزيزتي❤️

    ردحذف
  2. أنت كافرة انتكست عن فطرتك التي ولدت بها نأمل يوما ما أن تعودي وتتوبي الى الله عز وجل العمر قصير والحياة فانية

    ردحذف